Titre : |
شعرية النص ومناهج قراءته |
Type de document : |
texte imprimé |
Auteurs : |
محمد مسعد |
Editeur : |
عمان : دار أمجد |
Année de publication : |
2020 |
Importance : |
322ص |
Format : |
24سم |
ISBN/ISSN/EAN : |
978992325052 |
Note générale : |
شعرية النص الأدب العربي -النقد الأدبي -الأدب العربي -الشعر العربي الشعر الحديث والقديم |
Langues : |
Arabe (ara) |
Mots-clés : |
النقد الأدبي الشعر العربي الأدب العربي |
Index. décimale : |
811.9 |
Résumé : |
ن ثمة فرقاً بين الذات الشاعرة والذات الماهوية فالذات الماهوية هي ذات الإنسان كان شاعراً أو غير ذلك أي أنها الذات الإنسانية التي تقوم بالتجارب الواقعية, أما الذات الشاعرة فهي مختلفة, إنها الذات التي تسكن في النص الأدبي وهي لا شك مختلفة عن الذات الماهوية, إذ توجد الذات الماهوية خارج النص والذات الشاعرة لا وجود لها إلا في النص، فهي خالقةُ النصِّ مخلوقة فيه، ولا شك أنها امتداد للذات الماهوية لكنها تمثل انزياحا ً عنها، مثلما يشكل عالم القول انزياحا ً عن عالم الواقع, لكنه امتداد له، فالدكتور عبد العزيز المقالح مثلاً مستشار الرئيس ورئيس مركز البحوث يختلف عن المقالح وقد سكن نص “أبجدية الروح” خَلقه وخُلق فيه من جديد، ولا يخفى على القارئ ما تثيره الذات الشاعرة من سحر الشعرية في الذات المتلقية، حين تكون مشاركة في صناعة الأحداث وليس مجرد واصفه لتلك الأحداث، ولننظر لنص بشار بن برد وأي شعرية تمنحها الذات الشاعرة للنص: وجيشٍ كجنح الليل يزحف بالحصى وبالشوك والخطي حمرٌ ثعلـــــــــبه غدونا له والشمس في خــــدر أمها تطالعنا والطل لم يـــــــــــجرِ ذائبه بضربٍ يذوق الموت من ذاق طعمه وتدرك من نجا الفرار مثالــــــــبه كأن مثار النقع فـــــــــوق رؤوسنا و أسيافنا ليل تهاوى كـــــــــواكبه بعثنا لهم موت الفــــــــــجاءة إننا بنو الموت خفاق علينا ســــــبائبه فراخوا فريقاً في الأسارى ومثله قتيلٌ ومثلٌ راح في البحر هاربه من خلال النظر فقط إلى ضمير المتكلمين “غدونا، تطالعنا، رؤوسنا، وأسيافنا، إننا، علينا” ندرك أن الذات مشاركة في صنع الأحداث وليس مجرد واصفة لتلك من خارج العالم الشعري، لقد خلقت الذات هذا العالم وخلقت فيه، فالمعركة ليست التي حدثت، والذات ليست التي تحدثت عنها، فالذات هنا أعادت خلق المعركة وأعادت خلق نفسها فيها، ولعمري إن هذا ليمنح النص سحراً على سحر وجمالاً على جمال، إن الجيش في النص ليس الجيش خارج النص، فالجيش في النص كجنح الليل يغطي الآفاق بل يغطي كل الأشياء وهو خارج النص ليس كذلك ثم يقول: غدونا له والشمس في خدر أمها تطالعنا والطل لم يـــجر ذائبـــه فالذات التي غدت في النص ليست الذات التي لم تغد خارج النص لأن الشاعر كفيف فأنى له أن يغدو ويشترك في المعركة إلى جانب المقاتلين، فالذات في الواقع راصدة للأحداث لكنها مشاركة في صنعها داخل النص، والشمس خارج النص ليست الشمس داخل النص إذ تتأنسن فتاةً تشاهد المعركة، لأن الذات المحاربة بفطرتها تريد أن تراها المرأة وهي تقاتل بشجاعة وهمة عالية، ولمَّا لم تجد الذات الشاعرة المرأة لتشهد فعلها الذكوري العظيم، والحرب فعل ذكوري تاريخياً لا حظَّ للأنوثة فيه إلا حين تسترجل المرأة ويكون مستوى الذكورة طاغٍ فيها على مستوى الأنوثة، نعم لقد أحالت الذاتُ الشمسَ فتاةً تعبر عن الفعل الأنوثي وهو مقتصر في الحرب على رفع المعنويات؛ ووصف البطولات بعد انتهاء المعركة، إن الذات هنا لا تصف بل تخلق العالم من داخله وتُخلق فيه، والذات هنا تعبر دون شعور منها عن حالة الذكورة الباذخة التي تتمتع بها، فثمة شعرية أخرى هنا هي شعرية الذكورة حين يكون المنشئ رجلاً كامل الذكورة، ثم حدث الفعل البطولي: بضربٍ يذوق الموت من ذاق طعمه وتدرك من نجا الفرار مثالبـــــــــــه كأن مثار النقع فوق رؤوسنــــــــــا و أسيافنا ليل تهاوى كواكبــــــــــــه بعثنا لهم موت الفجاءة إننــــــــــــــا بنو الموت خفاق علينا سبائــــــــــبه وحين نتأمل دقة الصورة هنا، نجد مشهداً بديعاً لا يمكن له أن يكون الواقع، فهذا عالمٌ مختلف خلقته الذات الشاعرة خلقاً حسياً بديعاً، رغم أن الذات لا ترى العالم فعلاً؛ نعم الذات خلقت عالماً مختلفاً وخُلقت فيه مبصرةً ومقاتلةًً ومنتصرةً، فهي ترى العدو، وتضربه بالسيف وتنتصر عليه، والواقع لا يقول ذلك، وهنا نستطيع أن نقول إن للشعر عالمه الخاص المستقل عن عالم الواقع، إلى حدٍ كبيرٍ، إن الذات حين لا تكون جزءً من نسيج النص يعاني النصُّ موتا سريرياً، لأنه بلا روح، وأستطيع أن أجزم هنا أن الذات حين لا تكون جزءً من نسيج النص يصبح النص جسداً بلا روح، فالذات التي خلقته وخلقت فيه، هي روحه التي تمنحه الحياة، والجمال والسحر معاً، إنه نص مكتنز لمستوىً عالٍ من الذكورة، ولننظر لوصف المتنبي للمعركة: |
En ligne : |
811.9-02AR.pdf |
شعرية النص ومناهج قراءته [texte imprimé] / محمد مسعد . - عمان : دار أمجد, 2020 . - 322ص ; 24سم . ISSN : 978992325052 شعرية النص الأدب العربي -النقد الأدبي -الأدب العربي -الشعر العربي الشعر الحديث والقديم Langues : Arabe ( ara)
Mots-clés : |
النقد الأدبي الشعر العربي الأدب العربي |
Index. décimale : |
811.9 |
Résumé : |
ن ثمة فرقاً بين الذات الشاعرة والذات الماهوية فالذات الماهوية هي ذات الإنسان كان شاعراً أو غير ذلك أي أنها الذات الإنسانية التي تقوم بالتجارب الواقعية, أما الذات الشاعرة فهي مختلفة, إنها الذات التي تسكن في النص الأدبي وهي لا شك مختلفة عن الذات الماهوية, إذ توجد الذات الماهوية خارج النص والذات الشاعرة لا وجود لها إلا في النص، فهي خالقةُ النصِّ مخلوقة فيه، ولا شك أنها امتداد للذات الماهوية لكنها تمثل انزياحا ً عنها، مثلما يشكل عالم القول انزياحا ً عن عالم الواقع, لكنه امتداد له، فالدكتور عبد العزيز المقالح مثلاً مستشار الرئيس ورئيس مركز البحوث يختلف عن المقالح وقد سكن نص “أبجدية الروح” خَلقه وخُلق فيه من جديد، ولا يخفى على القارئ ما تثيره الذات الشاعرة من سحر الشعرية في الذات المتلقية، حين تكون مشاركة في صناعة الأحداث وليس مجرد واصفه لتلك الأحداث، ولننظر لنص بشار بن برد وأي شعرية تمنحها الذات الشاعرة للنص: وجيشٍ كجنح الليل يزحف بالحصى وبالشوك والخطي حمرٌ ثعلـــــــــبه غدونا له والشمس في خــــدر أمها تطالعنا والطل لم يـــــــــــجرِ ذائبه بضربٍ يذوق الموت من ذاق طعمه وتدرك من نجا الفرار مثالــــــــبه كأن مثار النقع فـــــــــوق رؤوسنا و أسيافنا ليل تهاوى كـــــــــواكبه بعثنا لهم موت الفــــــــــجاءة إننا بنو الموت خفاق علينا ســــــبائبه فراخوا فريقاً في الأسارى ومثله قتيلٌ ومثلٌ راح في البحر هاربه من خلال النظر فقط إلى ضمير المتكلمين “غدونا، تطالعنا، رؤوسنا، وأسيافنا، إننا، علينا” ندرك أن الذات مشاركة في صنع الأحداث وليس مجرد واصفة لتلك من خارج العالم الشعري، لقد خلقت الذات هذا العالم وخلقت فيه، فالمعركة ليست التي حدثت، والذات ليست التي تحدثت عنها، فالذات هنا أعادت خلق المعركة وأعادت خلق نفسها فيها، ولعمري إن هذا ليمنح النص سحراً على سحر وجمالاً على جمال، إن الجيش في النص ليس الجيش خارج النص، فالجيش في النص كجنح الليل يغطي الآفاق بل يغطي كل الأشياء وهو خارج النص ليس كذلك ثم يقول: غدونا له والشمس في خدر أمها تطالعنا والطل لم يـــجر ذائبـــه فالذات التي غدت في النص ليست الذات التي لم تغد خارج النص لأن الشاعر كفيف فأنى له أن يغدو ويشترك في المعركة إلى جانب المقاتلين، فالذات في الواقع راصدة للأحداث لكنها مشاركة في صنعها داخل النص، والشمس خارج النص ليست الشمس داخل النص إذ تتأنسن فتاةً تشاهد المعركة، لأن الذات المحاربة بفطرتها تريد أن تراها المرأة وهي تقاتل بشجاعة وهمة عالية، ولمَّا لم تجد الذات الشاعرة المرأة لتشهد فعلها الذكوري العظيم، والحرب فعل ذكوري تاريخياً لا حظَّ للأنوثة فيه إلا حين تسترجل المرأة ويكون مستوى الذكورة طاغٍ فيها على مستوى الأنوثة، نعم لقد أحالت الذاتُ الشمسَ فتاةً تعبر عن الفعل الأنوثي وهو مقتصر في الحرب على رفع المعنويات؛ ووصف البطولات بعد انتهاء المعركة، إن الذات هنا لا تصف بل تخلق العالم من داخله وتُخلق فيه، والذات هنا تعبر دون شعور منها عن حالة الذكورة الباذخة التي تتمتع بها، فثمة شعرية أخرى هنا هي شعرية الذكورة حين يكون المنشئ رجلاً كامل الذكورة، ثم حدث الفعل البطولي: بضربٍ يذوق الموت من ذاق طعمه وتدرك من نجا الفرار مثالبـــــــــــه كأن مثار النقع فوق رؤوسنــــــــــا و أسيافنا ليل تهاوى كواكبــــــــــــه بعثنا لهم موت الفجاءة إننــــــــــــــا بنو الموت خفاق علينا سبائــــــــــبه وحين نتأمل دقة الصورة هنا، نجد مشهداً بديعاً لا يمكن له أن يكون الواقع، فهذا عالمٌ مختلف خلقته الذات الشاعرة خلقاً حسياً بديعاً، رغم أن الذات لا ترى العالم فعلاً؛ نعم الذات خلقت عالماً مختلفاً وخُلقت فيه مبصرةً ومقاتلةًً ومنتصرةً، فهي ترى العدو، وتضربه بالسيف وتنتصر عليه، والواقع لا يقول ذلك، وهنا نستطيع أن نقول إن للشعر عالمه الخاص المستقل عن عالم الواقع، إلى حدٍ كبيرٍ، إن الذات حين لا تكون جزءً من نسيج النص يعاني النصُّ موتا سريرياً، لأنه بلا روح، وأستطيع أن أجزم هنا أن الذات حين لا تكون جزءً من نسيج النص يصبح النص جسداً بلا روح، فالذات التي خلقته وخلقت فيه، هي روحه التي تمنحه الحياة، والجمال والسحر معاً، إنه نص مكتنز لمستوىً عالٍ من الذكورة، ولننظر لوصف المتنبي للمعركة: |
En ligne : |
811.9-02AR.pdf |
| |